الجمعة، 6 فبراير 2015

قصة : والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك !

هذه القصة من الزمن الجميل ، يوم أن كنا عظاماً ، يوم أن كان العالم من حقه أن ينتقد الخليفة كما ينتقد أي شخص مخطئ ، وكان الخليفة يتعظ ويعتبر مهما كان في النصيحة أو الإنتقاد غلظة ، ولم يكن العالم مسيراً من السلطان إن أراد له أن يقول شيئاً قاله ، قصة حصلت في زمن خلافة أبي جعفر المنصور
 

عن محمد بن علي قال‏:‏ إنى لحاضر مجلس المنصور، وفيه ابن أبي ذئب ، وكان والي المدينة الحسن بن زيد ، 

فأتى الغفاريون فشكوا إلى أبي جعفر المنصور شيئاً من أمر الحسن بن زيد ، 

فقال الحسن‏:‏ يا أمير المؤمنين ، سل عنهم ابن أبي ذئب‏ .‏ 

قال‏:‏ فسأله عنهم ، 

فقال‏:‏ أشهد أنهم أهل الحطم فى أعراض الناس‏.‏ 

فقال أبو جعفر‏:‏ قد سمعتم‏؟‏ 

فقال الغفاريون‏:‏ يا أمير المؤمنين، فسله عن الحسن بن زيد‏.‏ 

فسأله، فقال‏:‏ أشهد أنه يحكم بغير الحق ‏.‏ 

فقال‏:‏ قد سمعت يا حسن ‏.‏ 

 

قال يا أمير المؤمنين، سله عن نفسك‏.‏ 

فقال‏:‏ ما تقول في‏ّ؟‏ 

قال ‏:‏أويعفينى أمير المؤمنين‏؟‏ 

فقال والله لتخبرنى‏.‏ 

فقال أشهد أنك أخذت هذا المال من غير حقه ، وجعلته فى غير أهله‏.‏ 

فوضع يده فى قفا ابن أبى ذئب، 

وجعل يقول له‏:‏ أما والله ولا أنا أخذت أبناء فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك‏.‏ 

فقال ابن أبى ذئب‏:‏ قد ولى أبو بكر وعمر فأخذا بالحق وقسما بالسوية، وأخذا بأقفاء فارس والروم، 

فخلاه أبو جعفر ، وقال ‏:‏ والله لولا أنى أعلم أنك صادق لقتلتك ، 

فقال‏:‏ والله يا أمير المؤمنين إنى أنصح لك من ابن المهدي‏.‏

 

0 التعليقات

إرسال تعليق